ترجع أهميةُ كتابهِ هذا إلى أنه يطرح علمَ العروض بطريقةٍ جديدةٍ متميزة، ويُمثِّلُ اتجاهاً لم يُوجَد ما يُماثله من كتب العَروض. كما أنه يُمثِّلُ بيئةً قلّما وقَعَتْ عليها أنظارُ المحققين.
فهو كتابٌ فريد، يختلف كثيراً عن مُجْمَل ما كُتِبَ في هذا العلم الجليل ويُقدِّمُ الكتابُ، مؤلِّفاً متميِّزاً، ذا عقليةٍ حرّة، ورأيٍ مستقلّ. يتبدَّى ذلك في طريقةِ عَرْضِه، وجَراءَةِ آرائه، وكثرة إضافاته، دون أن يتعرَّضَ إلى خِلافٍ أو اختلاف.
وقد حرص المحققُ الفاضلُ على إخراجِ الكتابِ واضحَ التقسيم، محدَّدَ الفقرات، متميز الأشعار، مضبوطاً بالشكل، ومُحْكَماً بعلامات الترقيم، التي تُبيّن علاقةَ كل جملة بأختها، وتُفكِّك تداخلاتها، وتُجلّي جملَها المعترضة، وهي كثيرة في أسلوب ابن الفرخان، ناهيكَ عن العنايةِ القصوَى بإبراز ما اعتنى به المؤلفُ من تقسيماتٍ وتفريعات وترقيم، موثِّقاً مواضعَ الحاجة إلى التوثيق، وشارحاً مواضعَ الحاجة إلى الشرح. كما اعتنى بفهرسته، لكي يسهل الرجوعُ إلى موضوعاته، وأشعاره، ومَراجعِه ومصطلحاته. ويسهل بالتالي الاستفادة من مادته الغزيرة.