القسم الأول: يستحث الإنسان على فعل الخير توقعا للمجازاة بالخير.
القسم الثاني: يحذر من فعل الشر خوفا من سوء المجازاة بالشر.
القسم الثالث: حسن العقبى ويشتمل على تسع عشرة قصة، وهي كالمكملة للقسمين الأولين فأنها تدور حول من وقع في شدة ثم خلص منها، وكان عرضة لضياع مالة أو فقدان نفسه فرد إليه ماله، ووهبت له نفسه، كما كان أو خيرا مما كان.
ولهذا الكتاب قيمة كبيرة أدبية وأخلاقية وتاريخية.
فأما الأدبية ففي أسلوب المؤلف في عرض القصة، فهو أسلوب جزل رصين، يحكم التعبير عن المعنى في أوجز عبارة وأمتنها وأقواها، تجد كل قصة جملا تستوقف النظر، سواء من ناحية جزالة لفظها أو قوة معناها، حتى لو شاء معبر أن يودى غرضها لاستوجب منه ذلك أضعاف ألفاظها.
وأما ناحيته الأخلاقية، فقد التزم في الكتاب عرض قصص تدل على النبل والمروءة، وعلى مجازاة الحسن بالحسن، والقبيح بالقبيح، والحث على الصبر عند الشدائد.
وأما الناحية التاريخية للكتاب، قيمة من ناحية أن فيه قصصا تاريخية توضح بعض ما جاء في كتب التاريخ، وقصصا مصرية طولونية، تدل على نواح كثيرة من النواحي الاجتماعية والاقتصادية في مصر في ذلك العصر الطولوني.