لقد نشأ الانحراف في التكفير منذ وقت مبكر من تاريخ هذه الأمة، وذلك بخروج الخوارج على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، سنة سبع وثلاثين، إثر تحكيم الحكمين في موقعة صفين، فأنكروا عليه هذا، وكفروه والحكمين.
ومن رضي بالتحكيم، وقد عد العلماء بدعة التكفير بغير دليل والغلو في ذلك، هي أول البدع ظهورا في تاريخ الإسلام، ويتألف تمهيد هذا الكتاب من مبحثين، الأول يقدم لمحة موجزة عن حقيقة الإيمان عند أهل السنة والفرق المخالفة، ويشير الثاني إلى بدء نشأة التكفير بغير دليل في الأمة وأسبابه.
كما يتكون هذا الكتاب من بابين هما، يتناول الباب الأول حقيقة الكفر وأقسامه وأحكامه، وفيه ثلاثة فصول:
الفصل الأول: تعريف الكفر وإطلاقاته والفرق بينه وبين الشرك والنفاق ومن مباحثه، إطلاقات الكفر وما عبر به عنه من الألفاظ.
الفصل الثاني: أقسام الكفر وشعبه ومن مباحثه، أقسام الكفر باعتبار كونه أصليا أم طارئا.
الفصل الثالث إلى أحكام الكفر وأهله في الدنيا والآخرة ومن مباحثه، حكم الكفر الأكبر وأهله.
يشرح الباب الثاني أصول التكفير وضوابطه عند أهل السنة وعند الفرق المخالفة وله فصلان:
الفصل الأول عن وسطية أهل السنة في باب التكفير بين المرجئة والوعيدية ومن مباحثه، معتقد أهل السنة في مرتكب الكبيرة.
الفصل الثاني ضوابط التكفير المعين ومن مباحثه، بيان أن التكفير المطلق لا يستلزم تكفير المعين.
