يعد الإمام شمس الدين الذهبي واحد من الأفذاذ القلائل في مسيرة علوم الحديث والرجال والتأريخ الإسلامي، وقد دلت آثاره العلمية واتجاهاته الفكرية على سعة أفقه وعلمه وحفظه، وقدرته الفائقة على نقد الرجال وتصوير التاريخ، حتى أصبحت أقوال الذهبي فيمن يترجم لهم ويؤرخ، تعتبر عند النقاد والمؤرخين الذين جاءوا بعده أقصى حدود الاعتبار.
يجمع الامام الذهبي بين ميزتين لم يجتمعا إلا للأفذاذ القلائل في تاريخنا، فهو يجمع إلى جانب الإحاطة الواسعة بالتاريخ الإسلامي حوادث ورجالاً، المعرفة الواسعة بقواعد الجرح والتعديل للرجال، فكان وحده مدرسة قائمة بذاتها. والامام الذهبي من العلماء الذين دخلوا ميدان التاريخ من باب الحديث النبوي وعلومه، وظهر ذلك في عنايته الفائقة بالتراجم التي صارت أساس كثير من كتبه ومحور تفكيره التاريخي.
ويعتبر الإمام الذهبي هو شيخ المحدثين ومؤرخ الإسلام، وأحد الأفذاذ في مسيرة علوم الحديث والرجال والتأريخ الإسلامي.
مما يميز هذا الكتاب أنه جمع شتات تراجم الإمام الذهبي المتفرقة في أكثر من مائة مصدر بين مطبوع ومخطوط يشق الحصول عليها مجتمعة وقد يتعذر الوقوف على بعضها.