الديمقراطية! حلم الكثيرين في العالم المعاصر، ولكن أين هي؟ وهل يُساء استعمالها؟ لماذا تدعم الديمقراطيات الغربية الأنظمة الاستبدادية في باقي العالم؟
وهل الديمقراطية الغربية هي ديمقراطية انتقائية؛ ديمقراطية للإنسان الأبيض فقط؟
هل يمكن اعتبار الهند بنظامها الحالي الذي يُقصِي غير الهندوسي ديمقراطية، أم تحولت إلى أوكلوقراطية؟ وما هي هذه الأخيرة؟
وهل تعتبر بريطانيا القرن التاسع عشر ديمقراطية أم أوليجاركية؟
وهل إيران ديمقراطية رغم مرجعية الفقيه؟
يبدو أنه علينا أن نعود إلى البدايات ونُعرٍف الديمقراطية.
لجأ المؤلف في البداية إلى سرد تاريخ الديمقراطية منذ أطوارها الأولى – مستخدمًا مباحث الأنثروبولوجيا – في مرحلة القبيلة ثم مرحلة التجمعات البشرية التالية في المدن الأولى ووصل بها إلى الديمقراطية الإثنية، قام بعدها برحلة طويلة في أنظمة الحكم الأوروبية في العصور الوسطى في هولندا وألمانيا وإنجلترا حتى انتهى في آخر الرحلة إلى صيغتها الحالية. إذن في القسم الأول من الكتاب، هو يعالج تاريخ وتطور فكرة الديمقراطية، حتى يصل إلى صورتها الحالية.
يطرح المؤلف بعد ذلك أسئلةً كثيرةً حول المخاطر التي تحيق بالديمقراطية وفكرتها، ويُولِي أهميةً كبيرةً في هذا للعامل الاقتصادي غير غافل عن تأثير الاجتماع والعقيدة. يضرب كذلك أمثلة على ديمقراطيات أوروبية مثل بولندا والمجر، وكيف أنها تغذّي الشعور القومي في مواطنيها بأن تلجأ إلى “تخويفهم” من ضياع الهوية القومية إذا ما فتحت أبوابها للآخرين من البلاد الأجنبية، كما يتوقف طويلًا عند أنظمة حكم مثل الصين والهند، ويربط وصولها إلى الديمقراطية المكتملة بتحقق بضعة شروط مجتمعية. يوجه النقد إلى التطبيق الغربي للديمقراطية ويطرح أسئلة حول معناها وما تبقى منها في ضوء هيمنة إعلام متحكم فيه من علٍ. يفصّل كل هذه التطبيقات والانحرافات والصياغات ثم يقدم لنا في نهاية الكتاب روشتة الحفاظ على الديمقراطية في القرن الواحد والعشرين.
المؤلف هو رونالد جلاسمان استاذ الاجتماع السياسي في جامعة نيويورك، صدر له من قبل التاريخ الاجتماعي لأمريكا اللاتينية، الديمقراطية والاستبداد في المجتمعات البدائية: مدخل فيبري للنظرية السياسية في مجلدين، الديمقراطية والمساواة، نبل الشخصية والعيوب المأساوية للطبقة الوسطى، قاعدة الطبقة الوسطى كأساس لدولة الرفاه، الصراع والسيطرة: التحدي الذي تجابهه الدولة المعاصرة، الاجتماع السياسي لماكس فيبر: نظرة متشائمة لمجتمع تم ترشيده، الكاريزما والهيكلة الاجتماعية. وغيرها كثير.
المترجم هو الدكتور أسامه عبد الحق وهو رجل متعدد الاهتمامات، فرغم أنه حاصل على الدكتوراة في العلوم البيولوجية من جامعة تالس في الولايات المتحدة، فإنه درس بعدها الحقوق وحصل على الليسانس من جامعة أسيوط ثم ألحقه بدبلوم معهد الدراسات الإسلامية.
صدر له من قبل العديد من الترجمات ومن أشهرها “عندما أصبح المسيح إلهًا، الذهب والمجد والإنجيل، براغيث جستنيان: قصة الوباء العظيم الأول ونهاية الإمبراطورية الرومانية.
المراجع هو الشاعر وكاتب المقال والباحث الأكاديمي الأستاذ الدكتور نصًار عبد الله، الحاصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى. الدكتور نصًار هو في الأصل خريج كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، إلا أنه درس الآداب الإنجليزية والفلسفة ويعمل حاليا أستاذًا غير متفرغ للفلسفة السياسية في جامعة سوهاج. صدرت له العديد من الأعمال الإبداعية من شعر وأدب، إضافة إلى الأبحاث الأكاديمية والترجمات عن اللغة الإنجليزية، والتي أٌعيد طبعها مرات عديدة.