بدأت قصة هذا البحث مع اختيار العنوان، فكانت كل كلمة فيه تحتمل أن تكون عنوانا لكتاب أو مدخلا لبحث، ولولا توفيق من الله لي بالثبات، أن يسر لي عونًا من أستاذي الفاضل أ. د. محمد أحمد الخطيب» لمسته وأدركته منذ الحروف الأولى لهذه الرسالة؛ لراوحت مكاني دون تقدم وإنجاز؛ فبارك الله فيه وأمده بعونه على ما أولاني إيَّاه من إرشاد ومتابعة..أما هذا البحث فلَهُ من عنوانِهِ الكثيرُ ؛ فيه نظرة حملت معاني البحث والتحليل والاسترشاد الاستشهاد، فكيف إذا خرجت هذه النظرة عن إطار (الذات) وعن (الأنا)؛ لتبحث وتتعمق وتصوّر (الآخر)...(الآخر) في الدِّينِ والمُعتقدِ، (الآخر) الذي يجمعُكَ به التاريخ أحيانًا ويفرِّقُكَ عنه الحاضر، (الآخر) الَّذي يشارِكُكَ الوَطَن والأرض والمستقبل، وتتيه معَهُ في وَحْلِ المصطلحات، (الآخر) الذي شوهتِ النَّظَرَةُ إليه من ملل انْحَرَفَتْ عن جوهر الرسالاتِ الحَقَّة، ووَلَغَتْ في تطرفها حتى أنكرت العدل والاعتدال في الحوار والتعايش ؛ فأنكرت (الآخر) وعادته، ورفضت إنسانيته، وحقه في العيش والحياة.
