شعرية القصيدة العباسية

٥٥

اعتبر الشعر العباسي مسؤولا عن تنظيم النقد العربي القديم، وتشكيل قضاياه الكبرى، التي تأسست انطلاقا من خصومات حول شعراء بذاتهم، ويمكن تلخيص هذه الخصومات والقضايا التي تولدت منها في:

1 - الخصومة حول أبي نواس: وكانت مسؤولة عن ظهور قضية علاقة الأخلاق بالشعر، والتجاذب بين الصدق الفني والصدق الواقعي، ثم قضية بناء القصيدة، وما رافق ذلك من حديث عن مطلع وتخلص وخاتمة.

2 - الخصومة حول أبي تمام والبحتري: وهذه كانت أخصب الخصومات وأكثرها إثارة للجدل، لأنها طرحت أمّ القضايا النقدية وهي قضية اللفظ والمعنى، ومنها انبثقت مسألة الطبع والصنعة، ووظيفة اللغة، ودور الشاعر في خلق فضاءات جديدة لا ق بَل للمتلقي بها .

3 - الخصومة حول المتنبي: وهذه، وإن كانت مغلفة بطابع شخصي محض، إلا أنها طرحت مع ذلك، وبحدة، قضية السرقات الشعرية، فخرجت من باب الاتهام العفوي الضيق، إلى باب التقعيد والتنظير لها، والتمييز بين جيد الأخذ وقبيحة، قد يصل حد السلخ والإغارة على تراث الأسلاف.


وكل هذه القضايا كانت هي عصب التفكير في الشعر العربي برمته، ونعتقد أنه لو لم يكن للشعر العباسي من ميزة يذكر بها إلا إثارته لهذه

القضايا لكفاه ذلك.

تفاصيل المنتج
  • الوزن
    ٠٫٥ كجم
  • ٥٥
إضافة للسلة

منتجات قد تعجبك